رسالة جندي إلى زوجته - مرغريت ميتشل

    Lettre d'un Soldat à Sa Femme-Margaret Mitchell

 

 تمهيد للنص: مرسل الرسالة هو " آشلي" الجندي في جيش الجنوب في حرب تحرير العبيد بين الولايات الشمالية والجنوبية سنة 1861 التي استمرت ثلاثة أعوام بهزيمة الجنوبيين وتدمير مزارعهم، وهلاك الشباب من الجانبين، وانهيار الأسر. 

       

" عزيزتي ميلاني"

أحببت أن أطلعك على جميع أخباري ووجهة نظري في هذه الحرب القائمة...فأنا والحمد لله لم أصب حتى الآن بجرح، ولم أمرض، ولديّ ما آكله، وبعض الأحيان سرير لأنام عليه، والجندي لا يطلب أكثر من ذلك. ولكن ياميلاني هناك أفكار مزعجة تقلقني عندما آوي إلى فراشي، فأتساءل لماذا أنا هنا؟ ومن أحارب؟

ليس دفاعا عن الشرف طبعا... فالحرب شيء قذر، وأنا أكره القذارة. لقد خُدِعْنا وغُدِرَ بنا، خُدِعْنا بأنفسنا متوهمين أن الواحد منا يساوي عشرة من الشماليين، وأن ما نملكه من القطن، بوسعنا أن نسيطر بواسطته على العالم. خدعنا من أولئك الأشخاص الكبار الذين نجلهم ونحترمهم، والذين يزعمون أنهم يدافعون عن حقوق الاتحاد والقطن والزنوج، ومع ذلك فأنا غير مقتنع بأن أحد هذه الأسباب يمكن اعتباره عذرا مقبولا يحملني على إشعال الحرب، أما الذي أراه يستحق الدفاع عنه وبذل الدماء في سبيله، فهو أرضنا وبيتنا وما نملكه من مزارع، فهذه هي الوطنية الحقة التي تدعو إلى  حب البيت والوطن.

أنا لست جنديا ولا أريد أن أبحث عن الشهرة من فوهة المدفع.

هل نحارب من أجل معتقداتنا وتقاليدنا القديمة التي سنخسرها حتما بعد انتهاء الحرب سواء خرجنا منتصرين أو منهزمين، وسنرى العالم يتهافت علينا لشراء قطننا ومنتجاتنا؟ وأخشى ما أخشاه أن نصبح كالشماليين المتكالبين على جمع المال. لست خائفا من الأسر أو الجروح أو حتى الموت، ولكن الذي أخافه متى ما انتهت الحرب، أن نفقد تقاليدنا القديمة، لأن هذه التقاليد جزء مني أتعلق بها حتى النهاية، بينما أنبذ التقاليد الجديدة القائمة على القتل والخداع، وأنا واثق أنك يا "ميلاني" تشاطرينني هذا الرأي.

نحن نحارب من أجل قضية خسرناها منذ أن أطلقت أول رصاصة دفاعا عن هذه القضية، كنت أود ألا أصارحك بهذه الحقائق المؤلمة، ولكنك طلبت في رسالتك الأخيرة أن أفتح لك صدري".

ذهب مع الريح ص 125

الأسئــلة:

1-  ما الأسباب المزعومة للحرب، وهل اقتنع "آشلي" بهذه الأسباب؟ وما الأسباب الحقيقية التي تعرفها عن هذه الحرب؟

2- هل تعتقد أن "آشلي" جبان يخاف على نفسه؟ علل إجابتك.

3-  ما الذي يستحق أن يدافع عنه الإنسان في نظر الجندي "آشلي"؟ وهل توافقه في ذلك؟ علل إجابتك.

4- ما عواقب الحرب التي يخاف منها؟ وهل تعتقد أن خوفه مبرر؟ دعم إجابتك بما تعرفه عن نتائج هذه الحرب.

5- ما التقنية التي استعملها الكاتب في عرض موضوعه؟ وما ميزتها على التقنيات الأخرى في معالجة هذا الموضوع؟ 

من كتاب "مواضيع الحرية وحقوق الإنسان"                      

الفصل الثالث: مقتطفات من مواضيع الحريّة